الزعتري، الأردن (CNN) -- تمضي عائلة صالح اللاجيء السوري في مخيم الزعتري منذ 5 سنوات، معظم أوقات نهارها دون كهرباء وتجتهد بناته بإتمام دراستهن قبل حلول المساء، لتوفير ساعات إمداد المنزل بالكهرباء بعد ذلك الوقت من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، لغايات الإنارة ومشاهدة التلفاز المتهالك أو تشغيل الثلاجة أو الغسالة، مع تعذر تعدد تلك الاستخدامات معاً.
هذا الواقع اليومي الذي يعاني منه حوالي 79 ألف لاجئ في مخيم الزعتري والذين يضطرون للنوم في الساعة الثامنة والنصف مساء أو بعد ذلك بقليل، يأمل صالح وغيره من السكان أن يتحسن تدريجياً وأن تتوفر الكهرباء بين 8 و 14 ساعة، وتضيء "الطاقة الشمسية" لمحطة توليد الكهرباء الجديدة حياة "المخيم المعتمة" دوما، بحسب تعبير صالح، وبحسب ما أبلغتهم به فرق المفوضية، إثر افتتاح أكبر محطة لطاقة الشمس في مخيم للاجئين في العالم.
وتتيح المحطة التي افتتحت الاثنين والممولة من الحكومة الألمانية، بزيادة عدد ساعات توفير الكهرباء إلى 14 ساعة وفقاً لما تم الإعلان عنه. وتأتي ضمن خطة دعم الأردن لتغطية 20 في المائة من احتياجاته من الطاقة المتجددة بحلول عام 2025، حيث توفر المحطة الطاقة مجاناً لسكان المخيم، وتدعم شبكات التجمعات الحضرية المحيطة بالمخيم.
وساهم 75 لاجئاً في المخيم في بناء المحطة بحسب تصريحات القائمين عليها خلال حفل الافتتاح بحضور CNN بالعربية، حيث تم تركيب أكثر من 40 ألف لوحة شمسية، وبكلفة 15 مليون يورو.
وبين أزقة المخيم وبيوته وعلى بعد عدة كيلومترات من المحطة، يمكن ملاحظة التمديدات البسيطة لأسلاك الكهرباء وتوصيلاتها وانتشار مراوح الحائط كالزينة، بينما تندر ملاحظة أكثر من لمبة إنارة واحدة في كل كرفان حتى مع توسعته الإضافية التي أضافها معظم اللاجئين باستخدام الزينكو.
ويعاني أبو كريم اللاجىء من الشام مع عائلته من شح الكهرباء اليومي، إذ لايخفي تحايله في إطالة عمر ساعات استخدام الكهرباء التي تتوفر منذ الساعة الخامسة والنصف مساء حتى فجر اليوم التالي، من خلال شحن "بطاريات" طيلة الليل، لاستخدامها نهاراً في مشاهدة التلفاز وطرد الضجر عن أطفاله قبل أن يغلبهم النوم.
ويضيف لـCNN بالعربية :"نشحن بطاريات شحن في الليل لتكفينا لتشغيل التلفاز أو الإنارة، ولا يمكن بهذه الطاقة المشحونة أن تشغل ثلاجة أو غسالة، ونضطر لتأجيل هذه الاستخدامات لفترة المساء ، أما في الصيف مثلا لايمكن تشغيل المراوح خلال فترة النهار، ونأمل ذلك مع المحطة الجديدة في الأيام الحارة".
وتتفاوت تجهيزات المخيم الصحراوي من الإنارة في الشوارع الفرعية بين الكرفانات والأحياء حيث تقتصر على الرئيسية منها، بينما بدأت مؤخراً إنارة بعض الطرق الفرعية ما أتاح لللاجئين فرصة الخروج في الليل بدون خوف.
وشكلت الطاقة الكهربائية واحدة من أبرز التحديات التي واجهها المخيم منذ بداية تأسيسه في 2012 ، ومن المتوقع أن تعمل المحطة الجديدة بطاقة 12.9 ميغاواط كحد أقصى ، وتوفير نحو 5 ملايين يورو سنوياً في فاتورة الطاقة الكهربائية للمخيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق