التطوير الإداري بين معايير الواقع وطموحات المستقبل - بثلم : الجوهرة بنت إبراهيم

تعتبر عملية تطوير المنظمات أحد أهم العمليات الإدارية والتي تستند بشكل كبير على النظام والقانون.

وتتطلب عملية التطوير العمل بطريقة منظمة، ووفق خططمدروسة، وتستخدم خلالها كافة مبادئ علم السلوكالتطبيقي والإداري بهدف تحديد الأهداف الاستراتيجية وبالتالي رفع فاعلية الأفراد والمنظمات، مع الوضع في الاعتبار الثقافة التنظيمية.

تقول أدبيات علم الإدارة عن التطوير الإداري:

أنه جهد مضاعف ومركز وطويل المدى يُدار ويدعم من قبل الإدارة العليا والقيادات صاحبة القرار في القطاع لتطوير الرؤية المستقبلية للمنظمة.

ويتم من خلال هذا التطوير رفع درجة التمكين وتكثيف مستويات التعلم ورفع الكفاءات، ودعم عمليات حل المشاكل من خلال العمل الجماعي المستمرة لإدارة ثقافة المنظمة، مع التركيز بصفة خاصة على زرع ثقافة المنظمة لدى فرق العمل، وتشكيل الفرق المتجانسة والمتكاملة باستخدام دور الاداري المختص في التطوير الإداري وجميع نظريات وتقنيات علم التطوير وكذلك البحث العملي.

وسواء اتفقنا او اختلفنا فإن التطوير الإداري لا يعدو كونه مجموعة من الأساليب والطرق المستوحاة بشكل عام من العلوم السلوكية والتي تصمم خصيصا لتزيد من قدرة المنظمة على تقبل التغيير وزيادة فعاليتها.

بينما يعرفه علماء الإدارة وفق المفهوم الدقيق بأنه: (جهد مخطط يشمل المنظمة بأكملها، ويدار من القمة بغية زيادة فعالية التنظيم وإحساسه بالصحة، من خلال مدخلات مدروسة في عمليات التنظيم، وذلك باستخدام نظرية العلوم السلوكية).

وقد ظهر مصطلح التطوير الإداري من خلال البحوث الدراسات التي أجراها أشهر علماء الإدارة وعلى رأسهم بليك وتبعه سبيرد بعشر سنوات ليختم هذه النظريات بمفاهيمها الحديثة .

- الى ماذا يهدف علم تطوير المنظمات:

لا شك ان الهدف الأساسي لتطوير المنظمات هو تطوير الجانب الإنساني والاداري في المنظمات، عن طريق التغييرالمخطط – التغيير المدروس – التغيير الهادف والذي يعمل بشكل مجدول لجعل الأفراد والقيادات والمنظمات يعملون بشكل أفضل، وبفعالية عالية، وبكفاءة وجودة.

ويعكف علماء الإدارة وقادتها ومتخصصيها وممارسوها على تطوير وتحديث علم تطوير المنظمات بعمل برامج ووضع خطط ورسم استراتيجيات طويلة تكون نبراسا إداريا لكل منظمة تسعى للمنافسة والتغيير والتطوير.

وبذلك تكون برامج تطوير المنظمات تهدف بشكل مباشر إلىتحسين ورفع مستوى أداء الأفراد وكفاءتهم واكتشاف مهاراتهم وتطوير قدراتهم، والعمل جنبا الى جنب على تحسين الوضع العام للمنظمة والتسويق لبرامجها وإعلان توجهاتها، وتشمل أهداف التطوير تمكين القيادات وإتاحة الفرص للأفراد داخل المنظمات لتحسين أدائهم بصفةمستمرة، إضافة الى مواكبة التطورات الإدارية الحديثة،والتسارع التقني، والعصرنة المهنية.

وحتى تحقق عملية التطوير الإداري أهدافها لا بد من توافر عدد من العناصر الإدارية والاجرائية الأساسية:

أولا: قرار السلطة أو ما يسمى الإرادة السياسية والتي تعكس رغبة السلطة العليا في تفعيل وإقرار هذا التطوير حيث تشكل هذه الإرادة القوية والداعمة العمود الفقري لهذه العملية.

ثانيا: القوانين والأنظمة واللوائح التي تشكل الركيزة الأساسية التي تنطلق منها عملية التطوير ولا بد أن تكون هذه القوانين والأنظمة مناسبة ومتوائمة وداعمه وتسمح بالقيام بتطوير مهارات وأساليب العمل وتبسيط الإجراءات وتذليل العقبات.

ثالثا: الثروة البشرية وهو المحرك الأساسي لعملية التطوير الذي تستند عليه إجراءات التطبيق والتنفيذ، لأن ذلك يتطلب أن تكون هذه الثروة متحمسة ومؤهلة تأهيلاً جيداً وتحمل كفاءة ومهارة تتناسب مع متطلبات ومراحل عملية التطوير.

رابعا: البعد التقني وإدخال كافة التقنيات الحديثة واعتمادها كجزء أساسي في تنفيذ اعمال تطوير المنظمات وتسخيرها بشكل أمثل لدعم عملية التطوير.

خامسا :المرحلية والتسلسل حيث لا بد من اتباع خطوات مرحلية متتابعة وذلك بهدف التمكن من تقييم ما تم إنجازه والربط بين المراحل المختلفة وفق خطط زمنية محددة قابلة للتحقيق

--------------------
الجوهرة بنت إبراهيم الجطيلي - مستشار القيادة والإدارة الاستراتيجية
Jwharahaljutele