** العالم يتغير من حولنا بشكل غير مسبوق.. ضمن ثورة التكنولوجيا وبالتالي أصبحت الحكومات مطالبة اليوم قبل الغد بأن تكون أكثر ديناميكية في التعامل مع متغيرات المستقبل.. هذا ما أكدته قمة الحكومات التي عقدت بدبي بمشاركة 140 دولة وأكثر من 4 آلاف متخصص من دول العالم.. حيث كشف المشاركون أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي هو استثمار في المستقبل ووفقا للتقديرات .. يتوقع الخبراء أن يضيف الذكاء الصناعي في عام 2030 أي بعد 12 عاما فقط 15 تريليون دولار أي أكثر من 10 أضعاف مبيعات النفط عالميا.. وهو أمر يتطلب التأمل والتدبر لأن هذا يعنى ببساطة تغييرا في موازين القوى التنموية للدول بعد أن أصبح حجم استثمارات الذكاء الاصطناعي يفوق حجم استثمارات الدول في النفط .. وهو ما فطنت إليه دولة الإمارات عامة ودبي خاصة من خلال تدشين مشروعات غير نمطية سبقت بها كثيرا من المدن العربية حتى أصبحت قبلة التكنولوجيا في العالم، وواحدة من أهم المدن في الثورة التكنولوجية .. فها هي تستعد لتجهيز مشروع المريخ 2117 وكذا بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر... و... ومشروعات كثيرة أخرى تسابق بها الزمن.. بعد أن كشفت الدراسات أن خلال السنوات العشر المقبلة سوف تتمكن التقنيات من دخول العقل البشري والتواصل معه ومعرفة جميع المعلومات حول أحاسيس البشر وتفكيرهم. وبالتالي ستكون الشركات القائمة على الذكاء الاصطناعي أقوى من عدة دول وهو ما يتطلب من الحكومات الاستعداد للمتغيرات المقبلة، لأن الشركات اليوم أصبحت تعرف تفاصيل حياة الناس وعواطفها وطرق تفكيرها أكثر مما تعرفه الحكومات.
ويتوقع المشاركون في قمة دبي أنه خلال السنوات المقبلة ستضاف سنوات إلى عمر الانسان بفضل التطور الطبي المذهل وخلال الـ 30 عاما المقبلة سيشهد العالم تطورات أسرع مما شهدته الحضارات في الأعوام السابقة.. ووفقا للتقارير فإن 47% من الوظائف ستختفي في المستقبل بعد أن أصبحت الروبتات تنجز العمليات المعقدة، وهناك الآن آلات تكتب أخبارا صحفية وأبحاثا علمية.. فماذا نحن فاعلون ؟! سؤال يبحث عن أجابة!!
** يا سادة إن معيار نجاح الحكومات الآن يقاس بمدى قدرتها ومرونتها في إعادة ابتكار نفسها واستباق الزمن في الارتقاء بخدماتها وتسخير طاقاتها وامكانياتها لخدمة مجتمعاتها في تلبية طموحات مواطنيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق