الحرب التجارية على الأبواب.. ترامب يفرض تعريفة جمركية 60 مليار دولار على الواردت الصينية.. وبكين تهدد بفرض 3 مليارات دولار على البضائع الأمريكية.. و"نيويورك تايمز": تطور يعكس تغير فى العلاقة بين العملاقين
تبدو الأمور متجهة فى طريق الحرب التجارية المفتوحة بين الولايات المتحدة والصين بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على الواردات من الألمونيوم والصلب، فى قرار بدا مستهدفا لبكين، خاصة وأن ترامب أعلن فيما بعد عن إعفاء عدد من الحلفاء منها كندا والمكسيك وعدد من الدول الأوروبية من هذه الرسوم.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن ترامب شرع فى المواجهة التجارية الأكثر حدة مع الصين منذ حوالى ربع قرن، وتحرك فى اتجاه فرض رسوم جمركية قيمتها 60 مليار دولار على البضائع الصينية والحد من حرية الصين على الاستثمار فى صناعة التكنولوجيا الأمريكية.
وردت الحكومة الصينية بالتهديد بفرض 3 مليار دولار من الرسوم الجمركية على البضائع الأمريكية، ووصفت وزارة التجارية الصينية إعلان ترامب بأنه يمثل سابقة سيئة للغاية.
وقال بيان صادر عن الوزارة صباح اليوم، الجمعة، إن الصين لا تريد أن تخوض حربا تجارية لكنها ليست خائفة بالتأكيد من هذه الحرب، وأكدت ثقتها وقدرتها على مواجهة أى تحديات، وأعربت بكين عن أملها أن يصبح الجانب الأمريكى قادرا على اتخاذ قرار سريع وألا يجر العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية إلى الخطر.
وكانت قرارات ترامب قد جاءت بعد أن وجد أن الصين تعاملت مع الشركات الأمريكية بشكل غير عادل بإجبارها على تسليم أسرارها التجارية لدخول السوق، حسب قوله.
وأكد المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، أن التعريفة الجمركية الصينية على البضائع الأمريكية تأتى لتعويض الخسائر التى تتكبدها الصين بسبب التعريفة الجمركية الأمريكية التى فٌرضت أوائل الشهر الجارى على واردات الصلب والألومونيوم، مضيفا أن الصين تحث الولايات المتحدة على معالجة أوجه القلق الصينية فى أقرب وقت ممكن وحل الخلافات الثنائية، من خلال الحوار والتشاور وتلافى الإضرار بنطاق التعاون الصينى الأمريكى الأوسع.
وبموجب المشروع الذى تدرسه الصين، إذا ما دعت الضرورة لاحقا إليه، ستقوم بكين بتطبيق تعريفة جمركية بنسبة 25% على مجموعة أخرى من المنتجات الأمريكية، منها منتجات لحوم الخنزير التى تعد الشريحة الأكثر إدرارا للربح بين صادرات الولايات المتحدة إلى الصين.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن قرارات ترامب تعكس تغيرا فى العلاقات بين العملاقين الاقتصاديية، الذين أجريا على مدار سنوات حوارات منظمة للغاية فى محاولة للتوصل إلى اتفاق حول القضايا الأمنية والاقتصادية، لكن البيت الأبيض يرى الآن هذه الحوارات، وما أسفرت عنها من اتفاقيات، على أنها وعود جوفاء إلى حد كبير من جانب الصينيين.
وتتابع نيويورك تايمز قائلة إنه بدلا من محاولة جذب الصين إلى النظام الاقتصادى الدولى القائم على القواعد، وهى سياسة تعود إلى ريتشارد نيكسون وهنرى كسينجر، فإن الولايات المتحدة تعتبر الصين الآن منافسا استراتيجيا عازما على تقويض الأمن والازدهار الأمريكى، ويعتقد البيت الأبيض ومعه كثيرين فى عالم البيزنس أن الولايات المتحدة بحاجة إلى ردع ضد استغلال الصين لملكيتها الفكرية، حتى وإن شك الكثيرون فى أن التعريفات الجمركية هى أفضل طريقة.
وقال بيتر نافارو، مدير مجلس التجارة الوطنية بالبيت الأبيض والمهندس الرئيسى لهذه الإجراءات "لقد أعربنا مرارا عن مخاوفنا للصين.. وما تفعله الولايات المتحدة هو الدفاع استراتيجيا عن نفسها فى مواجهة العدوان الاقتصادى الصينى".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق