ترددت كثيرا قبل أن أبدأ فى الكتابة فدائماً ما يخشى الواحد منا خوض التجارب الجديدة ولكن دفعنى إلى ذلك حبى الشديد لهذه المؤسسة جريدة «البورصة» التى شرفت بالانضمام إليها منذ 2011 هذا العام الذى شهدت فيه بلادنا الكثير من الاضطرابات وبالطبع نالت مؤسستنا العريقة جزءا منه.
وتوالت الأزمات واحدة تلو الأخرى و«البورصة» صامدة لا تعرف سوى النجاح ولا ترضى بغيره بديلا تضم بين جنباتها فريق عمل على مستوى عال من المهنية خاض التجربة فى بحر هائج أمواجه متلاطمة وزمن ضاعت فيه القيم والمبادئ وغلبت فيه المصالح والأهواء ليقدم نموذجاً مختلفا وضع نصب عينيه الموضوعية والحيادية ولم يتراجع ولو للحظة واحدة عن التمسك بهما رغم كل الإغراءات.
تعجب كثيرون ممن لهم باع طويل فى سوق الصحافة من «البورصة» التى لم تتوقف يوماً عن النشر حتى بعد أزمتها الأخيرة التى بدأت فى نوفمبر عام 2016 والتى نظر إليها البعض على أنها ضربة قاضية لهذه المؤسسة ورجالها ولكن ها هيا «البورصة» تقول للجميع نحن مستمرون واقفون على أقدامنا لم نتراجع ولم نرفع الراية البيضاء ونحتفل اليوم بمرور عشر سنوات من التأثير والصمود.
قد يستغرب البعض كتابتى بهذه الطريقة خاصة ونحن فى زمن ضاع فيه الانتماء بل قد يصنفه البعض نفاقا ولكن أقول بحق إن «البورصة» بيت احتوى الجميع حتى أصبح الواحد منا يشاركها أفراحه وأحزانه ولا تكتمل فرحته الشخصية إلا من خلال فرحة هذا البيت الكبير.
وعندما صدر قرار التحفظ على أموال مؤسس هذا الصرح الكبير ظن البعض أن المسيرة قد انتهت وأن الحياة قد توقفت ولكنهم نسوا أن هذا المكان لم يكن يوماً مجرد مقر عمل نأتى إليه صباحاً ونروح عنه مساء نسوا أن قائدى هذه السفينة علمونا أن هذه المهنة لم تخلق لموظفين وإنما خلقت لمبدعين ومثقفين فهؤلاء الشباب تربوا على أيدى محترفين ليسوا فى العمل الصحفى فحسب وإنما متمرسين فى فن إدارة الأزمات.
وبحكم عملى كمحرر فى الشئون الخارجية لم يحالفنى الحظ كثيرا مثل باقى زملائى فى هذا الوسط فى مقابلة مصادر حكومية ومحلية لأتلقى الخبرات من خلال مقابلتهم ومجالستهم ولكنى أتذكر دائماً أن قائد هذا الركب الأستاذ الكبير مصطفى صقر، لم يتركنى فى بحر المعاناة فنصحنى فى بداية مسيرتى الصحفية أن أتعامل بحرية وألا أكون مترجماً فحسب وأن أتحرر من القيود وأن أخلع عباءة الموظف كل هذه الإرشادات كانت تذكرنى بنصائح الوالد لولده الذى يرغب فى أن يشاهده دائما فى المقدمة.
ونحن الآن وأثناء احتفالنا بمرور عشر سنوات على إصدار هذا الصرح العملاق لا يسعنى إلا أن أقول إن طريق النجاح ليس مفروشاً بالورود ودائماً سيقابلنا ما نخشاه ومالا نتوقعه وأؤكد أننى فى الماضى كنت أدخل فى حيرة شديدة عند مواجهة الصعاب ولكن الآن وبعد ما لاقته «البورصة» على مدار تاريخها من أزمات فإننى أقول اليوم يا «مرحب بالأزمات» لأن هذا المكان ورجاله علمونى كيفية التعامل معها والصبر والتحمل فى سبيل الوصول إلى الهدف وتحقيقه.
إن كل واحد منا له فترات قوة وأوقات ضعف فهذه هى طبيعة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة ولكن لو أصبح الجميع مثل «البورصة» وتعلم منها الدرس جيداً لعبرنا جميعاً إلى بر الأمان فى سلام وأمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق