عندما تتزوج أرملة المتقاعد، يوقف صرف استحقاقها التقاعدي، وهذا أمر لا يمكن أن يفهم، فالزواج لا يعني أنها تبحث عن مصدر دخل جديد، وإنما هو في الغالب محاولة لضمان استمرار الحياة ومنع الأرملة من الدخول في مرحلة اليأس بعد فقد زوجها.
أتفهم ما يقال عن أن الراتب التقاعدي لا يعتبر إرثا، لكن من يحصلون على هذه العائدات ضحوا في وقت من الأوقات وهم يعيشون داعمين للموظف ويتحملون برنامجه وأسلوب حياته، الذي تفرضه عليه الوظيفة. في هذا الإطار، يمكن النظر للحالة من ناحيتين اجتماعية ونفسية، هناك كثير ممن يعيشون تحت ضغط الوظيفة رغم عدم وجودهم ضن الكادر الوظيفي.
لهذا نقول دوما إن الأنظمة يجب أن تأخذ في الاعتبار كل المتأثرين، مع ربط ذلك بالبيئة السعودية والتزامات المواطن التي تجعل من النظام تفاعليا ومحققا للتوقعات. يمكن كذلك أن ننظر للحالة من وجهة نظر الأرمل، الذي تتوفى زوجته الموظفة ويضطر إلى الزواج لاستعادة التوازن الذي فقده في حياته، خصوصا أن الزوج هو الأكثر تأثرا بالالتزامات الوظيفية لزوجته، وهو الأكثر تأثرا بغيابها كما تشير الإحصائيات المتوافرة.
هذه حالة معينة ناقشتها، ولعل مسؤولي المؤسسة يعلمون ويتعاملون مع كثير من الصعوبات التي تواجه المتقاعد وأسرته، وهم مطالبون بأن يتفهموا تلك الصعوبات، ويعملوا على حلها بما يضمن أن تكون هذه المؤسسة حامية للمتقاعد وأسرته، وراعية لكل ما من شأنه حماية مستقبل المتقاعد وأسرته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق